جامعة تربيت مدرس ، sorayya.rahimi@modares.ac.ir
الملخّص: (76 المشاهدة)
دراسة الأصول الابستيمولوجية والفلسفية التي رافقت المناهج النقدية، هي السبيل الذي يمكننا من استيعاب النظريات النقدية الوافدة والوقوف على أبرز مفاهيمها التنظيرية وإجراءاتها التطبيقية قبل إعمالها في الساحة النقدية، حيث ينبغي أن لا ننظر إلى مناهج مثل السرديات على أنها مجرد أدوات نقدية يتوسل بها في تحليل الخطابات الأدبية، إذ هي استثمرت مجموعة من الروافد الفلسفية في بناء مشروعها النقدي، والتي تبدأ من أرسطو لتصل إلى آفاق حديثة متجلية في نظريات ما بعدالحداثة، وتكمن جذورها في مجموع الفلسفات الموضوعية، والوضعية المنطقية، والظواهرية الهيجلية، ومبادئ كانط الذاتية. من هذا المنطلق، تتحدد غاية بحثنا في بيان مدى أهمية الوعي بالأسس الفلسفية للسرديات وإشكالية امتلاك المعرفة لفهم النصوص الأدبية خاصة الخطاب القرآني المقدس بتوظيف إجراءاتها النقدية، باعتماد المنهج الوصفي التحليلي وذلك عن طريق رصد لأهم الخلفيات الفلسفية التي رافقت السرديات في مسيرتها التاريخية ودراسة توظيفها في بعض نماذج نقدية. ويصل البحث إلى أن هناك مقولات يستفيد منها المنهج السردي في بناء مشروعه النقدي مثل موت المؤلف، الإطاحة بالذات الإنسانية التي أدت إلى دحض الشخصية في الرواية، لا نهائية المعنى وغيرها من المقولات التي لا تتفق وبناء النص القرآني، وحضور المؤلف فيه، والشخصيات الحية الحاضرة التي تتحرك في فضاء قصصه، التي لايمكن عدها كائنات ورقية منسوجة من التخيّل، کما تظهر هذه الإشکالية في دراسة موضوع السارد في الخطاب القرآني معتمدة علی النموذج السردي إذ مسّت بقدسية هذا الخطاب نتيجة توظيف المنهج توظيفا ميکانيکياً دون التفات إلی تباعد طبیعة السارد القرآني والإنسان المؤلف السارد في النصوص البشریة. ورغم أن البحث لاينفي إمكانية الاستفادة من الإجراءات التحليلية التي جاءت بها السرديات في مرحلتي البنيوية وما بعدها، خاصة مع العلم بأن توظيفها يمكننا من تحقيق بعض نتائج فنية، ولكنه يؤكد على لزوم استيعاب النماذج النقدية في أصولها الفلسفية وأبعادها الإبستمولوجية للتطرق إلى دراسة الخطاب القرآني على أساس استخدام آليات البحث السردي الحديث في سبر أغواره، لأن توظيف هذا المنهج اختيار معرفي وإيديولوجي لا تنفصل نتائجه عن مقدماته.
نوع البحث:
بحثیة |
موضوع مقاله:
بحثیه