۱- جامعة شيراز ، hosein-marashi@shirazu.ac.ir
۲- جامعة شیراز - کلية الآداب والعلوم الإنسانية
الملخّص: (۲۷۴ المشاهدة)
يُعدّ محمّد مؤمن الجزائري الشيرازي من أدباء إيران المهتمّين بفنّ المقامة في أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر الهجريَّين، وله الکثير من المقامات. وردت مقاماتُ الجزائري في کُتُبه الثلاثة: المقامات الناسخة للمقامات، طيف الخيال، وخزانة الخيال؛ إلّا أنّ معظمَها قد بقيت في ثنايا المخطوطات ولم تَرَ النورَ بعد. لا شكّ في أنّ المقامات التي ألّفها محمّد مؤمن الجزائريّ تختلف عن مقامات بديع الزمان الهمذاني والحريري أسلوبًا، وموضوعًا وهدفًا، وقد خرج الکاتب عن الأصول السابقة في المقامة. حيث نستطيع القول إنّ هذه الفوارق جعلت أسلوب الکاتب في المقامة مميّزًا ومختلفًا ونوعًا ما صنعت من الکاتب شخصًا مُبدعًا في هذا النمط الأدبي. هنالك مقامة لمحمّد مؤمن الجزائري لَفَتَ انتباهَنا من بين کلّ مقاماته، وهذه المقامة مسمّاة بالسواديّة، وهي المقامة السابعة في کتاب طيف الخيال في مناظرة العلم والمال حيث الکاتبُ خرقَ الأصول التي أرسی قواعدَها بديع الزمان الهمذاني والحريري فيها. جاء هذا البحث ليسلّطَ الضوءَ علی عنصر الراوي وأنواعه في هذه المقامة ويبيّن القيمة الفنّية والجماليّة لهذا العنصر فيها معتمدًا علی أدوات منهجيّة حديثة. تکمن أهمّيّة هذا البحث في أنّه يُلقي الضوء علی جانب مغمور من الإبداع السردي لدی محمّد مؤمن الجزائري الشيرازي. وقد استخدم الباحث المنهج السردي لتناول هذا الموضوع. توصّل البحث إلی أنّ الکاتب قد اعتمد أسلوب الراوي المتضمّن في هذه المقامة حيث يَروي الأحداث باستخدام ضمير المتکلّم أنا. يُشير البحث إلی أنّ الجزائري يستخدم هذا الأسلوب ليقدّم الأحداث بمشاعر شخصيّة ومحدودة المعرفة حيث يعبّر عن الخوالج واللواعج الداخليّة الشخصيّة دون القدرة علی الولوج إلی قرارات أفکار الشخصيّات. ومن أهمّ ميزات أسلوب الجزائري هو تعدّد الرواة حيث يستخدم أصواتًا متعدّدة وشخصيّات مختلفة ليرويَ الأحداث من زوايا متعدّدة. يُبرز البحث استخدام الجزائري للفنّ الرسائلي في هذه المقامة حيث يَستخدم الرسائل وسيلةً للسرد وتعبير الشخصيّات عن مشاعرها وهواجسها وأفکارها. ويمکن اعتبار المقامة السواديّة نوعًا جديدًا من الرواية الرسائليّة في الأدب العربي.
نوع البحث:
بحثیة |
موضوع مقاله:
بحثیه