الأستاذ المشارک بجامعة الزهراء ، f.akbarizadeh@alzahra.ac.ir
الملخّص: (۱۵۹ المشاهدة)
دراسة الأماكن والمواقع البيئية في المجتمعات البشرية لا تختص بالدراسات الطوبونومية أو الدراسات الجغرافية فحسب بل يمكن أن ندرس المكان من الناحية الثقافية والفكرية من منطلق الدراسات الأدبية في النقد الأدبي. الرواية کأثر أدبي اجتماعي، تسرد الأحداث وربما من منطلق بول ريكور وهايدن وايت تقوم بالتحبيك أو صياغة الحبكة من الوقائع المتناثرة إلى حكايه منسجمة. إذ تحبیك الأمکنة والأحداث المتعلقة بها، ترسیم لمعالمها الحية إذ تعلو صوتها بجانب الشخصیات لتمثل الحياة في تنوعها كلها كوسيلة لتعزيز وإثراء الهوية وكوثيقة غيرتاريخية. أما رواية ساعة بغداد لشهد الراوي من أشهر الروايات العراقية المعاصرة فتسرد حالات المجتمع العراقي في أجواء الحرب وتركز على بغداد وأماكنه المختلفة كبؤرة الأحداث لجعلها حبکة روائية وترسم خلالها الصورة الفكرية والحضارية والثقافية كهوية أبناء الوطن. هذا المقال یهدف دراسة المعالم الدلالية للمکان في رواية ساعة بغداد بالمنهج الوصفي- التحليلي، وتوصل إلی أن الرواية تحاول تحبيك التاريخ بربط الواقع والخيال لترسيم هوية المجتمع العراقي خاصة في بغداد عبر الزمن من الماضي إلی المستقبل، وتحكي المعالم الحضارية والفكرية والثقافية عن المكان حسب التجربة المعاشة، إذ لاتنفصل هوية المكان عن هوية الفرد. تستعرض الرواية بغداد كمجال تخييلي ينبض بالحياة، حيث تتحوّل الأمكنة إلى رموز دالّة على الذاكرة الجماعية، والانتماء، لبناء الشخصيات وتكوين الوعي الجمعي. يُظهر البحث أن الرواية تمزج بين الواقعي والمتخيّل لتقديم صورة أدبية مقاومة تسرد عن بغداد وأماکنها، وتصوغ هويتها السردية من عمق الألم والحنين والأمل. فالمكان في الرواية، من المحلة إلى برج المأمون، ومن بيت الجدة إلى حديقة الزوراء وساعة بغداد، يُعاد تشكيله من خلال الذاكرة الشخصية للراوية، ليصبح وعاءً لحمولات ثقافية وتاريخية وشعورية تعكس عمق التجربة الجماعية للأهالي.
نوع البحث:
بحثیة |
موضوع مقاله:
بحثیه