۱- جامعة خلیج فارس
۲- جامعة خلیج فارس ، mohtadi@pgu.ac.ir
الملخّص: (۵۱۰ المشاهدة)
منذ أن بلغت الرواية العربیة المستوى الفنّي وظهور الواقعیة، أصبحت فكراً يعبّر عن الكثير من القضايا الهامّة في تبیین الواقع المعيش للمجتمعات العربية، وظهر أدب المقاومة أیضاً بعد التحوّلات المصیریة الّتي وقعت في العالم العربي والإسلامي، خاصّة بعد النکسة للدول العربیة إثر الاجتیاح الصهیوني للأراضي العربیة، وخاصّة فلسطین والجنوب اللبناني، وأدّی ذلك إلی ارتباط الأدب بالقضايا الاجتماعية والسیاسیة ارتباطاً وثيقاً بسبب التأثير الّذي يخلّفه الواقع المعيش على الأجناس الأدبية عموماً، والرواية بشكل خاصّ، ویعدّ المکان رکناً أساسیاً في بناء الروایة ولیس مجرّد خلفیة للأحداث بل یؤطّرها ویجسّد الواقع الاجتماعي والمکوّنات الجغرافیة والعمرانیة في القریة والمدینة. یشمل المکان الروائي الحیّز الّذي تبرز فیه الشخصیات وتجري فیه الأحداث وهو من العناصر الحیویة في الأحداث نفسها لحمله جملة من القیم الثقافیة والاجتماعیة والفکریة الّتي تتّصف به الشخصیات، وهذا ما نراه في أعمال الکاتب اللبناني عبدالمجید زراقط، وروایة "طریق الشمس"، رواية واقعية من أدب المقاومة تدور أحداثها حول قضايا اجتماعية – ثقافیة وسیاسیة، استقاها الكاتب من الواقع المرير في لبنان الجنوبي، وهي مصداق بارز لهذه التحوّلات الّتي شهدتها المنطقة من ظلم واجتیاح وتهجیر عاناه الشعب الفلسطیني والجنوب اللبناني، وقد عاش الکاتب عصر الصراعات والنكبات الّتي تعرّض لها الشعبان المضطهدان، وجرّب محنة الاجتیاح الإسرائیلي للبنان الجنوبي الّذي تسبّب بتهجیره من قريته إلی بیروت العاصمة.
اتّبعنا في دراستنا هذه المنهج الوصفي- التحلیلي لغایة الکشف عن الواقع الاجتماعي في لبنان، وكيف استطاع الكاتب ترسيم ملامح المكان الروائي، وصوّر المکوّنات الاجتماعية في القرية والمدينة المتمثّلة في المكان الجغرافي وأنواعه الأليفة والمعادية والمحايدة، وتأثیرها علی الشخصیات في الروایة من الشعور بالأمان والاستقرار، أو الکآبة والخوف، أو محایدة لا تمیل إلی الألفة والعداء، وکلّ هذه الأماکن لها دور أساسي في بناء الروایة وتطوّر الأحداث، إذ تؤثّر الطبیعة المکانیة علی نفسیات الأشخاص وقراراتهم وصراعاتهم، خصوصاً جرّاء اعتداءات الجیش الإسرائیلي، کما أدّی هذا التنوّع في الأمکنة، إضفاء جمالیة علی النصّ في الروایة.
نوع البحث:
بحثیة |
موضوع مقاله:
بحثیه