أستاذ مشارك بجامعة خلیجفارس ، mohtadi@pgu.ac.ir
الملخّص: (110 المشاهدة)
إنّ روایة "نهایة رجل شجاع" تبدو مسرحًا خصبًا للبحث في موضوع الطفولة وأثرها في شخصیة الفرد، نظرًا لما تترکه التربیة القاسیة من عظیم أثر في نفوس الأبناء، فضلًا عن تأثیر المجتمع والأتراب في سلوکیّات الأفراد. إنّ تناول رواية «نهایة رجل شجاع» للكاتب «حنّا مينه» في دراسة نفسيّة، موضوعٌ له أهميّته الخاصّة، إنْ لجهة حسبان الكاتب من أعمدة الرّواية العربيّة المعاصرة، وإن لجهة التّركيز على أهميّة حياة الطّفل في بناء شخصيّة الرّجل. لذلك ستقوم هذه المقالة على كشف تأثير الطّفولة الّتي عاشها مفيد الوحش -بطل رواية نهایة رجل شجاع- في شخصيّته رجلًا. تعالج هذه المقالة دور الأب والأمّ في الوصول إلى الهويّة الشّخصيّة للبطل ودور المعلّم والأتراب وأهل الضّیعة، کأصحاب المجتمع، في رسم الملامح الشّخصيّة للطّفل. وما نستنتجه من هذه مقالة: تجسّد «نهاية رجل شجاع» صورة الطّفل المعنّف الّذي تلقّى القسوة في مجتمعه، بدءًا بالأسرة حيث الاختلال العاطفيّ، فلم تستطعِ الأمّ الحنون أن تعوّض بلطفها وتضحياتها قسوة الوالد وعدم تسامحه، ثمّ في المدرسة حيث المعلّم الذي نفّره من الصّفّ وكرّهه العلم، إلى أتراب عزفوا بقيثارته لحن الشّقاء والشّغب، وأخيرًا مع أهل الضّيعة حيث المختار الظّالم، والمتبارين في عرض اقتراحاتهم لتعذيبه. شخصيّة «مفيد الوحش» الّتي تعبّر عن شخصيّة رجال كثر عاشوا في أجواء مماثلة، وتلقّوا تربيةً قمعيّةً، تركت انعكاساتها السّلبيّة في المجتمع. إنّ سلوك مفيد الطّفل –بطل الرّواية- الباحث دومًا عن المشاكل، ردّ فعل طبيعيّ للتّربية الّتي تلقّاها، والقائمة على ظلم الوالد في ظلّ مجتمع شرقيّ ذكوريّ، يلعب فيه الرّجل الدّور البالغ، وفي كنف أمّ مهيضة الجناح، لا ثقل لكلمتها ولا مجال لبثّها سوى عبر دموع جيّاشة. بما أنّ هذا البحث يهدف إلى دراسة أثر الطّفولة في تكوين شخصيّة الفرد، كان لا بدّ من اللّجوء إلى المنهج النفسيّ-التّحليليّ لإنجاز الدّراسة.
نوع البحث:
بحثیة |
موضوع مقاله:
بحثیه