إنّ الميراث يشكل ظاهرة فنّية بارزة في شعر أحمد بن علوان، وذلك نظراً لحبه للتراث من جانب ورغبته في التواصل مع مجتمعه الإسلامي والمتلقي العربي من جانب آخر؛ لذا استخدم الميراث في ديوانه، ونحن نسعى في هذا المقال تسليط الضوء على استحضار الميراث ودوره الجمالي والدلالي في شعره عبر المنهج الوصفي-التحليلي. إنّ مظاهر التراث في شعر أحمد بن علوان تعددت، وكان الشاعر يستقي التراث بمختلف أنواعه في ديوانه، وانقسم التناص إلى أنواع مختلفة منها التناص الديني بأنواعه القرآني والروائي. ومن حيث المستوى الفني، فإنه كان يندرج تحت ثلاثة أنواع من التناص: الحواري والامتصاصي والاجتراري. استخدم الشاعر التراث الديني كثيراً، وكان التناص الديني يأتي لأغراض متعددة، أبرزها تقديس بعض الشخصيات مثل إدريس وأهل البيت(ع)، والقضايا التي يجسدها. وقد تجلى التناص الديني بنوعيه القرآني والروائي، إلا أنّ النوع الثاني ظهر أقل في شعره. واستهدف الشاعر من التناص الديني الكشف عن العزّ والإسلام القديم بهدف ربط حاضر الأمة بقدمها وتوعية المسلمين من مخططات الأعداء عبر تصوير تاريخها وإظهار المجد الإسلامي مع أبرز الشخصيات.