تستقطب عتبات النص أقلام الباحثين في دراسة النصوص الأدبية، خاصة الرواية، منذ أن طرح جيرارجينت قضية العتبات أصبح هذا الموضوع من أكثر القضايا تداولاً في الساحة النقدية، حيث صارت دراسة عتبات النص انعكاس الحمولة الدلالية للنص، الغلاف عتبة مهمة لشكف فحوى النص، تهدف هذه المقالة إلى استكناه دلالات الغلاف ومكوناته في رواية نزيف الحجر لإبراهيم الكوني الروائي المعاصر، لذا تركز على دراسة سائر مكونات الغلاف من العنوان والألوان وأيقونة الصورة؛ لأنّ لوحة الغلاف في هذه الرواية تحمل دلالات سيميولوحية جديرة بالبحث والتنقيب، وتدل على أنّ الكاتب لايختار عتبة غلاف روايته عشوائيّا، بل هناك أهداف في اختياره ووضعه كمدخل إلى الرواية وأنّ الغلاف يدّخر كل أحداث الرواية النصّة الرئيسة، كما أنّ غلاف هذه الرواية احتضن أهداف الرواية المهمة نحو: الطوطميّة والعلاقة التكونة بين الإنسان والطوطم، والسبب في اختيار هذه الرواية ودراسة لوحته يكمن في أن عتبة الغلاف في هذه الرواية بؤرة مكثفة في اختزان بواطن النص. المنهج المتبع في المقالة هو المنهج الوصفي التحليلي على ضوء نظرية جيرارجينت الذي اهتم بعتبة الغلاف، يعكس الغلاف دلالات القتل والعنف والدم والمعاناة والألم. من أهم النتائج التي توصلت إليها المقالة: جسد الغلاف على الصورة العلاقة الحميمة بين الحيوان(الودان) وأسوف شحصية الرواية البطلة، كماأن اللون الأحمر الوحيد الطاغي على واجهة الغلاف يرمز إلى القتل والدم، وأما العنوان سواء في مستواه اللغوي أوالاستعاري والمجازي أوالدلالي تظافر في رسم تيمات النص المهمة.