يعتبر النقد النفسي اليوم من أهم مقاربات النقد الأدبي. كانت كارين هورني طالبة فرويد؛ وقد انتقدت بعض نظرياته على الرغم من تأثرها به. ذكرت هورني في نظريتها عن التناقض الأساسي أن المرض النفسي هو نتيجة علاقات عنيفة وغير طبيعية بين الناس والأطفال. لذلك، وفقاً لنظرية هورني، فإن الطفولة هي العامل الأكثر تأثيراً في ظهور أنواع الشخصية (العاطفية -الديكتاتورية- الانعزالية)، والتي أصبحت فيما بعد أساساً لتحليل بعض الأعمال الأدبية. يعد نجيب محفوظ أحد أبرز الكتاب في العالم العربي، فقد قام بتأليف روايات تتوافق فيها العديد من الشخصيات مع نمط هورني بسبب الصراع الداخلي. في هذا البحث، سنقوم بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي لمحاولة فحص الأبعاد النفسية المختلفة لإحدى الشخصيتين الرئيسيتين في الرواية الأسرية والاجتماعية «بين القصرين» وهي أمينة أم الأسرة تُعرف بالشخصية الخاضعة. تشير النتائج إلى أن أمينة هي مثال واضح على نوع الشخصية الخاضعة. من سمات الشخصية الخاضعة، الاستسلام وضعف الثقة بالنفس أو انعدامها، وهو نوع من العلاقة بين العلة والمعلول، وهي تتجلى أكثر من غيرها في شخصية أمينة.