الزمان والمكان من أهمّ مكونات الأدب الروائي ولا يتجزأ أحدهما عن الآخر، فكلاهما يؤديان دوراً هاماً في بناء الرواية. يهدف هذا البحث إلى الكشف عن بناء هذين العنصرين في روايتي "السنة ورحلة الزهراء" للروائي مرتضى عبد السلام الحقيقي النيجيري للوقوف على وظيفتهما في الرواية، ولمعرفة مدى نجاح الروائي في بناء هذين المكوّنين حسب المنهج البنيوي. استخدم الباحث المنهج التحليلي الوصفي لإنجاز هذا البحث، وتحققت الدراسة علاقة الزمكانية في الروايتين؛ فكان الزمان حاضراً في المكان، وظل المكان متأثراً بالزمان ومؤثراً فيه عبر علاقات زمكانية متعددة، وفي آخر المطاف توصلت الدراسة إلى عدة نتائج توضح أنّ الروائي عمل على بناء زمن الرواية على التقنيات السردية الحديثة وسعى إلى استعمال تقنية المفارقة لإفادة المتلقي عن الأحداث الماضية والتنبؤ بالمستقبل، وأنّه يضطرّ بتلخيص الأحداث أحياناً ويحذفها حيناً آخر لتسريع السرد دون الخوض في تفاصيل الأفعال والأقوال، كما يبطء السرد بواسطة المشهد الحواري والوقفة الوصفية للكشف عن مشاعر الشخصيات وعواطفهم والتفسير الدقيق لهم والأماكن والأشياء المهمة. أما من حيث المكان فقد نجح الروائي في تحديد المكان تحديداً دقيقاً وأعطاه قيمة ثقافية خاصة كالدلالة على الفقر والغنى، والانفتاح والانغلاق. وأخيراً، استطاعت الزمكانية تحديد مسار الشخصيات في الروايتين من حيث كشف انفعالاتها وانتماءاتها، والتعبير عن همومها وهواجسها، وحمل رؤاها وتطلعاتها.