إنّ "الشخصية" من الأركان الرئيسة المشكّلة للنصّ القصصي. وتعدّ "العاملية" أي "فعل الشخصية" من الاتجاهات المهمة في هذا المجال، فتوظيف كلّ شخصية في القصة يتطلّب دقة وإتقاناً خاصاً. و كلّ كاتب بإمكانه أن يقيم علاقة عميقة مع قرّائه من خلال توظيفه السليم للشخصيات ويمضي بالقارئ إلى بطن القصة ويحثّه على متابعة الرواية حتّى النهاية. يسعى هذا البحث عن طريق المنهج الوصفي-التحليلي أن يلقي الضوء على شخصيات رواية "المستنقع" للسحّار وهي إحدى روايات الكاتب الواقعية وذلك على أساس نظرية غريماس في مجال "الأدوار العاملية". إنّ غريماس طرح نظريته في مجال الرواية متأثّراً بنظرية "بروب". بما أنَّ نظرية غريماس قابلة للتطبيق في جميع الأنماط الأدبية تقريباً، من هنا نموذجه لدراسة الأدوار العاملية في الشخصيات القصصية تشتمل على ثلاثة نماذج ثنائية وهي: «العامل/الهدف»، «المرسل/المعمول» و «المساعد/المعارض». يظهر لنا من خلال النتائج الّتي تمّ استنتاجها على ضوء المنهج الوصفي-التحليلي بأنّ شخصيات الرواية يعانون من مفارقة كبيرة بالنسبة إلى القيم (الحبّ والخيانة، العفو والأنانية، الانتقام وطلب الخير، المستنقع والطريق الصواب). إنّ فؤاد -بناء على نموذج غريماس حول العاملية- يعيش في فضاء المجتمع التقليدي في مصر، وهو يمضي في سبيل أهدافه بنشاط ودون توقف أو جمود، ويلعب دوره في العامل القصصي ويجعل المكونات الأخرى لهذا النموذج تسير نحو طريق التفاعل.