منذ أواخر القرن العشرین ظهر مصطلح التاریخانیة الجدیدة علی أساس آراء المفكر الأمریکي ستیفن غرینبلت وذلك يکون کتيار مضاد للتاریخانیة التقلیدیة. یری أتباع هذه النزعة أن النصوص الأدبیة تقبل التأویل شأنها شأن النصوص التاریخیة؛ أي إذا کان التاریخ باعتباره ضرباً من الروایة، فإن الروایات تعتبر نوعاً من النصوص التاریخیة ولذلك جاء الاعتقاد عندهم بنصیة التاریخ وتاریخیة النص وعلی ذلك لایوجد هناك حدّ بین التاریخ والأدب ومن خلال قراءة النصوص الأدبية بعناية، يستطيع القارئ الحصول على معلومات تاريخية قيمة في الطبقات السفلى من النص. باستخدام المنهج الوصفي-التحليلي قامت هذه المقالة بتحليل رواية «عبث الأقدار» من أجل اكتشاف ودراسة الجوانب المهمّة من التاريخ والخطابات السائدة في عصر المؤلف. وفقاً لنتائج البحث، قد عرض نجيب محفوظ الخطابات والتوترات الفكرية والمواجهات الاجتماعية للمجتمع في منتصف القرن العشرين من خلال إعادة خلق قصص تاريخية فرعونية في هذه الرواية، ويمكن القول بأنّ العمل هو النتاج المعاكس لخطابات مثل إنكار المصير، وتعزيز روح النضال ومعارضة الاستبداد، وانعكاس الأصوات القومية، والمواجهة بين الأفكار الاستعمارية والمناهضة للاستعمار.