عمر بن أبي ربيعة هو الشاعر الإسلامي والأموي الشهير الذي تناوَل الغزل غرضاً مستقلاً قائماً بنفسه وديوانُه كلُّه في الغزل يحكي ما وقع بين عُمر وحبيباته. ومِن الطبيعي أخذت الهيئة الجسدية للعاشق والمعشوق مداها في الفضاء الشعري لديه. وللجسد أهمية بالغة في اللغة وخاصة في الشعر الغزلي الغنائي وهذه الدراسةُ تَتناولُ مَظاهرَ وصفِ جَسد المُحِبّ والمُحَبّ وخاصّة جسد المرأة الّتي تتجلّی کالآخر المماثل خلال غزل عمر بن أبي ربيعة وتبحث عن الأساليب الّتي استعملها الشاعر لتوصيف جوارحهما مِن الصيغ اللّفظية كالصفات والأفعال والصّور البلاغية؛ كما تُلمُّ الدراسة بسردیة لغة الآخر المماثل الجسدیة بوصفه علامةٌ تواصليةٌ وتعبيرٌ معتمَدٌ علی لسان الحالِ بدلَ الكلمة. يجري البحثُ علی النهج التوصيفي والتحليليّ بالاعتماد علی نظریات السرد مَدعوماً بالإحصاء الذي سلّط الضوء علی جانب دراسة لغة الجسد في شعر الشاعر وعيَّن عدد الدلالات المختلفة لأعضاء الجسد من حيث كونها توصيفية أو تراسلية. تدلّ نتيجة البحث علی أنّ أكثر ما وصفها الشاعر من الجسد يختصّ بجسم المعشوق ومُعجَمُهُ الجسديّ النّسوي مُستمدّ مِن التّراث العربي الشّعري وصوره لا تكاد تخرج عن دائرة المخزون البياني العربيّ. ولِجَسدِ الآخر المماثل دلالاتٌ عاطفيةٌ ورُموزٌ عُرفيةٌ تَتجلَّی فِي بَعض حركات أعضاء ذلك الجسدِ وإيماءاتها، وفيما يتعلّق بالجسد من أثواب وزينة، ونصل أخيراً إلی أنّ الجسد شارك كـبُؤرة دلاليةٍ وخِطابية حمل مُستويات وَعي الشاعر ولاوَعيه ضمن لغة الشاعر الغزلية.