میلاد درويشي، زهره ناعمی، سودابه مظفری، صغری فلاحتی،
المجلد ۴، العدد ۱ - ( الخریف و الشتاء ۱۴۴۴ )
الملخّص
تركز مقاربة ما بعد الاستعمار على الأعمال الأدبية ذات الصلة بظاهرة الاستعمار بمختلف مكوناتها، إنّ بعضها معروف أفضل مما سواه في الوسط الجامعي مثل الهيمنة والمركز- الهامش وصوت المضطهد والاستشراق، لكن المكونات التي تشكل تيار ما بعد الاستعمار متنوعة ومتعددة للغاية، ومن هذه المكونات هي الطرس التي تعني الكتابة على الكتابات السابقة، فالقوى الاستعمارية التي أدخلت ثقافتها وأدبها ولغتها في المستعمرات، تضعها على ثقافة ما قبل استعمار الشعوب الأصلية، غير انه لا يمكنها القضاء عليها كاملاً، وان آثار ثقافة ما قبل الاستعمار لها حضورها تحت الطبقات الاستعمارية، انّ ثقافة ما بعد الاستعمار للدول المستعمرة تشبه جلداً ينطوي على آثار السكان الأصليين فضلاً عن كتابات الاستعمار المتأخرة. ان هدف اعمال ما بعد الاستعمار يمكن ان يتجلى في الكشف عن هذه الطبقات الدنيا وهي بمثابة سجل ثقافي للسكان الأصليين. إنّ الدراسة هذه تحاول وباستخدام الأسلوب التحليلي الوصفي ومن خلال توظيف نظريات المفكرين المتأخرين في مجال دراسات ما بعد الاستعمار مثل بيل اسكرافت ان تخرج الطبقات الدنيا لثقافة المصريين الأصليين التي تم القضاء عليها وذلك في رواية "قطعة من أوروبا"، لرضوى عاشور وتشرحها اعتمادا على المكونات الأقل معروفة في دراسات ما بعد الاستعمار، حتى تخرج بانطباعات وتحليلات جديدة عن هذه الرواية، ان نتائج هذه الدراسة والى جانب خلق فضاء جديد في تحليل ما بعد الاستعمار في الرواية المذكورة أعلاه تبين بان الراوية وبدراسة الطرس الاقتصادي والأدبي والإعلامي لخطاب الاستعمار الذي أزال الطبقات الأصلية، تحاول والى جانب الكشف عن أهدافها الاستعمارية ان تظهر القيم الاصلية والأهداف الحقيقية المختفية وراءها إلى المخاطب وتحذره من الهياكل المصممة لخطاب الاستعمار.