تعد الشخصیة من العناصر الرئیسة في الروایة بشكل عام وفي النص المسرحي بشكل خاص؛ لأن الشخصیة تلعب دوراً مهما في تطویر الأحداث داخل النص المسرحي، وكثیراً ما يعتمد المؤلف على أبعاد ومواصفات الشخصية القصصية في توصيل ما يرمي إليه من أفكار لتكون بمثابة مدلولٍ مادي على الكثير من الأفكار والمضامين الإنسانية. يهدف هذا البحث الذي يعتمد علی المنهج الوصفي_ التحلیلي إلى دراسة الشخصیة في مسرحیة "أنا أمك یا شاكر" لیوسف العاني، حيث سجلت هذه المسرحیة أول تأثیر للأدب الاشتراكي في المسرح العراقي لتناص شخصیة أم شاكر مع شخصیة الأُم عند "مكسيم غوركي". وأهم النتائج التي توصل إلیها البحث ما یلي: إن العاني هو أول كاتب عراقي یختار المرأة بطلاً للمسرحیة، وهي أم شاكر الأم ذات الإرادة الحدیدیة والوعي السیاسي غیر العادي والإیمان الذي لا یتزعزع في حتمیة الثورة الوطنیة وضرورة انتصارها. وقد اختار العاني شخصیات المسرحیة من بین الناس العادیین كي یتواصل معها الجمهور بسرعة، إذ إنّ الحقیقة التي أراد العاني أن یوصلها للجمهور دفعته لاستخدام اللهجة الدارجة لإیصال خطابه المسرحي والفكري للأمیّین من المجتمع الذین لا یجیدون القراءة والكتابة. ویبدو أنّ العاني اهتم بالمونولوج ولم یلتفت إلی بعض أبعاد الشخصیات، حیث لا نجد تحولا في الشخصیات، إذ بقیت كما هي طیلة المسرحیة وظلّت رهینة الثورة الشعبیة والحدث المسرحي، فلم تكن غنیة في ذاتها، لكنها كانت غنیة بالأفكار التي تؤدیها.