تداخلت الأجناس الأدبية في العصر الحديث، وخاصةً على أعتاب انتقاء القصيدة المعاصرة التقنيات السردية بحيث وظّف الشعراء في شعرهم التقنيات السردية من أجل الجمال الأدبي بالإضافة إلى ربطها بالدلالة. وفي هذا المنحى، تطرق البحث إلى قصيدة إبراهيم نصرالله النثرية، وعالج نتاج توظيفه التقنیات السردية، وتناول سبب عدم خروجه من نطاق الشعر وقصيدة النثر رغم توظيفه التقنيات السردية، هادفاً إلى الوقوف علی تداخل شعره مع التقنيات السردية بالإضافة إلى استلالها تبييناً لأهدافها جمالاً ودلالةً، منتهجاً المنهج الوصفي_التحليلي، معتمداً على تداخل الأجناس الأدبية باعتبار تداخل القصيدة مع الفنون السردية. وتوصل البحث إلى أنّ نص الشاعر الشعري قد يكون نصاً إبداعياً يتجاوز حدود الأجناس الأدبية، ولا يعدّ متشكّلا من جنس فني واحد صاف مغلق على نفسه وإنّه نص مفتوح على فضاءات أجناسية مختلفة وهو شعر مفتوح على مختلف أنواع النثر ومفتوح على الغنائية والدرامية والقصصية، يتوالد من بنيات نصوص أخرى بحيث يعود سبب دمج الجانب الذاتي والبُعد الموضوعي معاً إلى انتماء شعر إبراهيم نصر الله إلی القضية الفلسطينية كما وسّع من انفتاح نصه الشعري واستغله للفضاءات الأجناسية ولهذا یعدّ نتاج استخدام الشاعر للتقنیات والفنون السردية ضمن دمج الجانب الغنائي بالجانب الموضوعي، وإخراجه إلی الجوانب الموضوعية بحيث يتسم النمط الموضوعي الأهم للشاعر بالقضية الفلسطينية لأنّ التقنيات السردية كانت للشاعر آلية وأدوات جمالية لربطها بالجانب الجمالي والدلالي لقصيدة الشاعر وليس لتقليل مستوى قصيدة النثر، ولهذا تمكّن الشاعر من تزكية الدلالات بها. وفي هذا المنحى تجاوب شعر الشاعر بين العناصر البنائية السردية، وخضع إلى أكثر من تقنية وأسلوب للتعبير عن رؤيته وأفكاره وحالته الشعورية، وكان أسلوبه عبارةً عن انفتاح أدبي من حيث الجمال والمعنى لكثير من سدّ الفراغات والثغرات المعنوية، وتكثيفاً لنقل اللوحات السردية من أجل انفتاح النص الشعري إلى رؤية العالم.