الأدب حصیلة ذهن الإنسان وإنّ لتحلیل الأفعال الذهنیة تأثیرٌ في تطویر النقد الأدبي. وقد استطاع علم التحلیل النفساني کمصدر یربط بین الأدب وعلم النفس أن یعکس مواضیع المجتمع ومشاکله على ضوء مفاهیم التحلیل النفساني بعدما دخل إطار الأدب ودرس النصوص الأدبیة وشخصیاته وأحواله الداخلیة. وقد قامت الکاتبة السعودیة قماشة العليان في روایة «عیون قذرة» بإعادة خلق شخصیات الروایة من منظور التحلیل النفساني وقد عنیت بتأثیر الطلاق في ظهور أنواع الاضطرابات النفسانیة عند أبناء الأسرة. وتهدف هذه الدراسة إلی تحلیل تأثیر ظاهرة الطلاق علی أفعال شخصیات هذه الروایة وتأثره بها عبر منهج توصیفي تحلیلي وفي إطار نقد التحلیل النفساني لفروید ومستندة إلی نظریتي الاضطراب وآلیة الدفاع لکي تستخرج مکونات الطلاق وتمهد الأرضیة للاستیعاب الأفضل. تدل نتائج هذه الدراسة إلی أن شخصیتي الروایة الرئیسیتین تصابان في ظروف مختلفة باضطرابات نفسانیة واقعیة ومؤذیة للنفس واضطرابات أخلاقیة بعد هدم کیان الأسرة ونظراً إلی ذلك لجأتا إلی آلیات الدفاع وفقاً لموقع ظهور الاضطراب لحمایة أنفسهم من الحقائق و الصراعات النفسیة التي لا تطاق.