يُعدّ الاستلزام الحواري من أهمّ مرتکزات التداولية و أبرزها، قد قام علی مبدأ التعاون الذي أقرّه «غرايس» و رأی ضرورة أن يتبعه المتحاورون و يسيرون علی هديه في حوارهم و قد تفرّع عن هذا المبدأ أربع قواعد تضبط مسار الحوار، و هی: قاعدة الکمّ، قاعدة الکيف، قاعدة المناسبة، قاعدة الطريقة، بحيث إنّ أیّ خرق لإحدی هذه القواعد يؤدي إلی اختلال العملية الحوارية، و انتقال کلام المتحاورين من المعنی الصريح إلی المعنی الضمني وفقًا للمقام أو سیاق الحال، و نتيجة لذلک الخرق يظهر الاستلزام الحواري الّذي يتغير بتغير السّياق الّذي يرد فيه شريطة احترام مبدأ التعاون. يهدف هذا البحث إلی توظيف مبادئ الاستلزام الحواري في ضوء مبدأ التعاون الغرايسي و قواعده الأربعة في رواية (شمس بيضاء باردة) لکفی الزعبي، متتبّعًا المنهج الوصفي التحليلي، إذ يتطرّق إلی بعض نماذج الاستلزام الحواري في الرواية، و يقوم بتحللها في ضوء المنهج التداولي؛ و توصّل البحث إلی توظيف الاستلزام الحواري تداوليًا من خلال خرق المتحاورين لقواعد غرايس. تبيّن في الدراسة أن خرق قواعد الکمّ و الکيف و المناسبة و الطريقة موجودة في حوارات الرواية و المقصود بوجود هذه الحوارات، إقناع السامع و إنتباهه إلی خطأ الشخصية الرئيسية في طريقة حياته و أيضا الهروب من إجابة الأخرين إجابة صريحة لعدم الوفاق بين السائل و المجيب.