حکایات ألف لیلة ولیلة بما تضمّنها من السّمات المنوّعةِ المبنیّةِ علی عملیّة السرد والوصف والحوار بین الشخصیّات في حیّز الزمان والمکان، تعکس واقعَ المجتمع بمختلفِ جوانبه. حیث یسعی الرّوائي المعاصر إلی تعزیز فعّالیّته الرّوائیة مُلهماً مما تتمتّع به حکایات ألف لیلة ولیلة،کنصّ مصدرٍ، بتشحیذ ملکته الأدبیّةِ وذهنه للخلقِ. روایة «سُلاف بغداد»، لمحسن جاسم الموسوي الناقد والرّوائي العراقيّ الذي استعار «بغداد» لتمثیل الواقع العراقيّ الکئیبِ بعد الاحتلال الأمیریکي، لیست هي إلّا دلیل علی تأثّره المباشر تارةً والمبدع وغیرالمباشر تارةً أخری، بالمناخاتِ السردیّةِ لحکایات اللیالي من الناحیّةِ الأسلوبیّةِ، وذلك لبثّ أفکاره وتجربتِه الرّوائیة أو المبدعة ومهارته النقدیّة کناقدٍ أدبیٍ غائصٍ في مفاهیم السردّ وتقنیّاتِه. إنّ الحصولَ علی إدراك دافع الرّوائي لاستلهام الإطار السرديّ لألف ليلة وليلة، يُوضح ضرورةَ إجراءِ البحث الحاليّ بالمنهج الوصفي - التحليلي. یبدو لنا أنّ الهیکل السرديّ للرّوایة مع البناء السرديّ المتداخل والأماکن السریّة وأحیاناً الخیالیّة وحضور الشخصیّات غریبةِ الأطوار واستخدام الشعر، مرتبطٌ بـألف لیلة ولیلة. يمكن القولُ بأنّ هذا التأثّرَ کقوّةٍ دافعةٍ لمشروعٍ یَهدف إلی رسم أجواء بغداد الماضي المأساوي في الخمسینات وبغداد المستقبل المجهول المخیف بجانب أحوالِ حانة «سلاف» بروّادها ووقائعها بروایاتٍ عِدّةٍ في روایةٍ واحدةٍ علی ید ساردةٍ شهرزادیّةٍ بین الواقعِ والخیالِ. أما فيما يتعلّقُ بمحتوى العمل الرّوائي، فيمكن قولُه وفقًا لوجهة نظر المؤلف النقديّة والعديد من الكتبِ التي كتبَها في مجال نقد ألف ليلة وليلة والروایة العربیّة، زوّد روایته صورةً فنیّةً بقراءةٍ جديدةٍ من ألف لیلة ولیلة وآلیات الرؤية الفکریّة فیها.