خصص الله سبحانه وتعالى سورة لنبيه يوسف عليه السلام في القرآن الکریم، وقام العارفون بتطبيق حقائق القرآن مع باطن الانسان في تفسیر آیات الأنفس وعرضوا بذلك افكاراً في غاية الدقة والصفاء حول الحقيقة الانسانية. واننا نشاهد الكثير من نماذج التفسیر والتأویل في أبيات الشاعرين: ابن الفارض وجلال الدّین محمّد الرومي البلخي (مولانا). وهذه المقالة اهتمت بدراسة «حقائق وظرائف قصة سيدنا یوسف(ع)» عبرالتأمل في ابيات الشعر لهذين العارفين الكبيرين. وتجدون في البحث الحاضر أولاً: تأویلات مشترکة لهذين الشاعرين حول وصف جمال یوسف عليه السلام وتفسيرهما وتحليلهما لأمر رائحة قميص سيدنا یوسف عليه السلام، ومن ثم بيان رؤية الشاعر جلال الدین الرومي حول يوسف (ع) وزلیخا وطول فترة سجن النبي یوسف(ع). وأمّا النتائج فتُبيّن لنا كيف انهما يرون أنّ النبي يوسف (ع) سلطان العشق وجمال یوسف (ع) هما من تجلّيات جمال الحق كذلك اعتبر ابن الفارض رؤیا النبي یوسف (ع) في ابياته بانها کنایة للعارفين بالله الذين كُشف لديهم وجود الله الحق تبارك وتعالى، لكن مولانا جلال الدّین الرومي لايقدم رؤية تأويلية لهذا الموضوع . بينما فسر ابن الفارض عودة البصر الى عيني النبي يعقوب بقميص يوسف، بانه يجسد بلوغه مقام الجمع بين قميص یوسف (ع) والنبي یعقوب (ع)، لكن مولانا يعتبر قميص النبي یوسف (ع) رمزا للعلوم الکشفية. ويعتبر الشاعر الرومي زلیخا رمزا للدنیا كما يفسر سبب طول فترة سجن النبي يوسف(ع) ویُحيل ذلك إلى توجهه للمخلوق الذي هو بدوره سجين وأسير في هذه الدنیا الفانية.