1- جامعة اراک
2- جامعة اراک ، m-jorfi@araku.ac.ir
الملخّص: (26 المشاهدة)
يُعدُّ مفهوم التفاعل الجدلي بين اللغة والوظيفة أحد الركائز الأساسية في نموذج مايكل هاليداي اللغوي، حيث يطرح رؤيةً ثوريةً تتصور اللغةَ ليس كمجرد نظامٍ مجردٍ من القواعد والمفردات، بل كأداةٍ ديناميكيةٍ تتفاعل مع السياقات الاجتماعية والثقافية لتلبية حاجات الإنسان التواصلية، فبالنسبة لهاليداي اللغة تُبنى وتتطور وفقاً للوظائف التي تؤديها في الحياة اليومية، مما يجعل دراسة الوظائف اللغوية مدخلاً لفهم أعمق لبنية اللغة نفسها. في هذا المبحث، سيتم تناول أسس النظرية الوظيفية عند هاليداي، وخاصةً فكرة أن اللغة تُشكَّل عبر "المعاني" التي يريد المستخدمون التعبير عنها في سياقات محددة، مما يربط بين البنى اللغوية والغايات الاجتماعية، كما سيتم استكشاف تصنيفه الشهير للوظائف اللغوية الأولى (كالطلب أو التعبير عن المشاعر) وكيفية تطورها إلى نظام الوظائف الكبرى (التمثيلية، والتبادلية، والنصية) التي تشكل أساس النظرية النهائية له. ومن خلال هذا التحليل، يُسعى إلى كشف الكيفية التي يتجسّد بها هذا البعد الجدلي داخل الرواية العربية المعاصرة عبر دراسة نماذج سردية محددة في روايات «صخب البحيرة» و«بهّار» و«أرض زیکولا»، حيث تُبرز هذه النصوص تفاعلاً دقيقاً بين اللغة والبنية الاجتماعية، وتعكس تنوّع الوظائف التواصلية التي تخلقها الشخصيات ضمن سياقاتها الإنسانية والثقافية. كما يُظهر المبحث كيف تُسهم المقاربة الوظيفية الهاليدايية في تقديم قراءة تأويلية جديدة للخطاب الروائي العربي، من خلال تفكيك علاقات القوة والمعنى والتعبير في النص، مما يرسّخ فكرة أن اللغة ليست أداة وصف فحسب، بل هي بنية فاعلة في تشكيل التجربة السردية وإنتاج العالم الروائي ذاته. بذلك، تُبرز الدراسة الدور المحوري للغة بوصفها منظومةً حيةً تُعيد صياغة العلاقة بين الفكر والواقع عبر مساراتها الوظيفية المتشابكة.
نوع البحث:
بحثیة |
موضوع مقاله:
منهجیه الإصدار الإلكتروني قبل الإصدار النهائي: 2025/12/8