.png)
1- دانش آموخته دکتری گروه زبان و ادبیات عربی دانشگاه شهید چمران اهواز
2- دانشگاه ادیان و مذاهب
3- دانشگاه ادیان و مذاهب ،mbavanpouri@yahoo.com
2- دانشگاه ادیان و مذاهب
3- دانشگاه ادیان و مذاهب ،
الملخّص: (520 المشاهدة)
يُعدّ أدب السجون نوعا أدبيا يتميّز بخصائص ومكوّنات معيّنة ترتبط بالسجن، ويشمل الأعمال التي كُتبت أثناء فترة السجن أو التي تتناول السجن وأجواءه وأحوال السجناء. عبر التاريخ، دخل العديد من الكُتّاب إلى السجن لأسباب سياسية أو عقائدية مختلفة، وعبّروا عن مرارة السجن في أعمالهم الفنية وقدموا ذلك للقارئ. وفي الأدب العربي المعاصر، وخاصة في المجتمع الفلسطيني الذي يتعرّض باستمرار لاعتداءات الاحتلال الصهيوني، تبرز بشكل كبير قضية السجون السياسية وما يعانيه الأسرى من ظلم وانعدام العدالة، حيث يُعدّ الشهيد يحيى السنوار من الكُتّاب الفلسطينيين الذين قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي وكان شاهدا على كل أحداث السجن المؤلمة. يلجأ السنوار في روايته إلى أسلوب نقدي ليعكس واقع السجون الإسرائيلية القاسي وظروف المجتمع الفلسطيني المضطربة سياسيا واجتماعيا. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل مكوّنات أدب السجون في رواية الشوك والقرنفل ليحيى السنوار بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، وتشير النتائج إلى أن أوضاع الأسرى السياسيين، أماكن احتجازهم، طعامهم، أوضاعهم الصحية والنفسية، تعرّضهم للتعذيب وأساليب التحقيق معهم، بالإضافة إلى حجم الظلم واللاعدالة في السجون، قد تم عرضها بوصف مأساوي ومؤسف، حيث لم ينعم هؤلاء بأي قدر من الراحة أو الحرية، حتى أن هذا الافتقار إلى الحرية والعدالة قد أدّى إلى أنواع من الإضرابات التي كانت بمثابة احتجاج على الأوضاع المزرية القائمة، وإن لم تُسفر هذه الاحتجاجات عن نتائج ملموسة. وتُظهر مكوّنات أدب السجون في رواية السنوار صورة واضحة وواقعية لأوضاع الأسرى السياسيين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية للقارئ. يؤكد السنوار بغضب نقدي أن استمرار العنف ضد الأسرى لا يؤدي فقط إلى تدهور حالتهم الجسدية، بل يترك آثاراً نفسية عميقة تجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب والقلق. كما يبرز كيف يعكس هذا العنف نظام القمع والسيطرة الذي يمارسه الكيان المحتل داخل السجون، مما يسلب الأسرى حريتهم وخصوصيتهم ويفاقم معاناتهم النفسية. يسعى الكاتب من خلال نبرته النقدية إلى فضح الممارسات غير الإنسانية والجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين أمام العالم. وفي الختام، يذكر بأن التعذيب أداة غير فعالة، وأن مقاومة الأسير تثبت قوة إرادته الذهنية التي لا تنكسر.
إرسال رسالة إلى المؤلف المسؤول
| Rights and permissions | |
 |
This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License. |
